طريق النجاح في مباراة الملحقين القضائيين

13 سبتمبر 2021
طريق النجاح في مباراة الملحقين القضائيين

طريق النجاح في مباراة الملحقين القضائيين

من يسألك عن طريق النجاح يعتقد انك تملك كتابا من قبيل كيف أحضر لمباراة الملحقين في عشرة أيام بدون معلم؛ أو ورقة إرشادات لا تختلف كثيرا عن تلك الموجودة في علب الأدوية تتضمن طرق الاستعمال وأوقات الاستهلاك؛ او على الأقل بعض الملخصات المتهالكة التي تجمع القانون المدني في عشرين صفحة تتضمن تعريفا لمصادر الالتزام وسلطان الإرادة و التقادم وحوالة الحق ..

إن من يبحث عن حل سهل لمباراة صعبة كمن يبحث عن تحقيق حلم جميل بالنوم، أو إتقان لغة أجنبية في أسبوع ويتناسى أن الطريق الوحيد المتفق عليه هو القراءة المستمرة المتواصلة كل يوم لأن الاستعداد للمباريات يبدأ في الحقيقة من أول يوم في الكلية .

طبعا قد يصل البعض بضربة حظ برمية نرد؛ بمصادفة مواضيع سبق قراءتها لكن طريق الحظ غير مضمونة النتائج وغالبا ما تؤدي إلى زقاق طويل مسدود لا مجال للتراجع عنه أو المواصلة فيه .

ومن جهة أخرى فإن مباراة الملحقين تختلف كليا عن امتحانات الكلية؛ لهذا قد تجد كثيرا من المتفوقين في الامتحانات الجامعية يفشلون في اجتياز المباراة لانهم لم يستوعبوا قواعد اللعبة وطريقة التحضير وقياسات الملعب فالتفوق في سباقات المسافات القصيرة لا يعني بالضرورة التفوق في مسافات الماراتون .

ان كثرة المواضيع وطول مدة التحضير تجعل المباراة مختلفة عن الامتحانات التي تميزها محدودية مواضيعها فضلا على ان المطلوب في الامتحان الاجابة عن السؤال فحسب بينما المطلوب في المباراة التميز في الإجابات مادامت المناصب محدودة .

إذن ما يجب أن يستوعبه الطالب الذي يرغب في اجتياز المباراة أن الاجابة عن السؤال لا تعني بالضرورة النجاح وإنما المهم كيف أجبت .

ولكي تكون متميزا في الاجابة لافتا للانتباه؛ لا بد أن تتسم بخاصيتين  

الاولى : الانفتاح على القوانين الخاصة

يعتقد البعض أن القانون يقبل التجزئة وأن الموضوع محدد في نطاق تشريعي ضيق دون أن ينتبه إلى أن المعرفة القانونية لا حدود لها وأن الحل في النوازل متشعب مشتت بين النصوص والقوانين سواء الموضوعية أو المسطرية .

وهكذا لكي تكون متميزا يجب أن نستحضر ذلك وأن لا تبقى محصورا بين صفحات كتابك المدرسي مقيدا بمحاضرات الكلية وإنما يتعين أن “تقرا كل شيء” بتعبير الأستاذ أنيس منصور .

وحتى أوضح ما سبق لا بأس ببعض الأمثلة؛ لنفترض أن السؤال في القانون الجنائي عن ظروف التخفيف؛ طبعا قد يجيب الطالب المجتهد انطلاقا من الفصل 146 ق ج وستكون الإجابة صحيحة لكنها غير متميزة ما لم ينفتح على قوانين خاصة مثل قانون المنافسة الذي يقيد سلطة القاضي في ظروف التخفيف، ولنفترض مثلا أن السؤال عن قاعدة عقل الجنائي للمدني فإن هذه القاعدة تقتضي أيضا الانفتاح على قانون الملكية الصناعية الذي يضع استثناء للقاعدة؛ وعندما نتحدث مثلا عن القوة الملزمة للعقد قد يقتضي الأمر استحضار بعض مقتضيات صعوبات المقاولة والانفتاح على الكتاب الخامس لمدونة التجارة تارة وقانون حماية المستهلك تارة أخرى .

وفضلا عن المقتضيات الموضوعية لا بد أيضا من الانفتاح على القواعد المسطرية سواء في المسطرة المدنية والجنائية أو في القوانين المسطرية الخاصة التي يفرضها طبيعة الموضوع بل إن كثيرا من المواضيع يستحيل مناقشتها دون ربط الجانب الموضوعي بالمسطري مثل وسائل الإثبات التي نظم المشرع جانبا منها في ق ل ع و جانبا آخر في قانون المسطرة المدنية .

ثانيا : القدرة على التحليل

يحب ان يتذكر الطالب أنه ليس مجرد قرص لتخزين المعلومات؛ وإنما إنسان يفكر ويناقش ويحلل وهو ما يجب أن يظهر من خلال صياغة الموضوع وكلما كان هناك إبداع في الصياغة والتحليل والاستنتاج والتصميم وتسلسل الأفكار وانسيابيتها كلما كانت الإجابة متميزة تعكس المستوى الفكري لصاحبها .

في كثير من الأحيان لا يحتاج القارئ معلومات بقدر ما يريد أن يجد فكرا يتحرك وإنسانا يناقش وقدرة على الانتقال من المقدمات إلى النتائج ومن الوقائع إلى الاستنتاج والخلاصة .

أن المباريات وإن كانت تختبر الطالب فهي في الحقيقة تختبر مستوى الكلية وغالبا ما تجد إجابات متشابهة لأنها نتيجة نفس النمط في الدراسة لهذا فإن التمييز بين الإجابات يكون صعبا مادام الجميع انطلق من نفس المنطلق ومن ثم فإن الأكثر حظا هو الأكثر تمردا على النمط السائد لأنه من جهة لا يحصر إجابته في الكتب المدرسية ومن جهة أخرى يفكر من خارج الصندوق؛ وبذلك تكون إجابته متميزة موسوعية مثيرة للانتباه .